قالوا قديماً إن المستحيلات ثلاثة : الغول والعنقاء والخل الوفي .
ومع أن الخل الوفي كان أحد هذه المستحيلات الثلاثة :إلا أن المستحيل الأكبر هوالحياة بدون صديق أو خليل ..
تلقي إليه حطام قلبك ,وتبعثر بين يديه أسرار حياتك ، يهفو قلبك لرؤيته.
وحين يغيب عنك تشعر بأن جزءاً من كيانك بعيد عنك ، هو نصفك الآخر .
هو سيفك الذي تحارب به كل يـأس ,وكلمتك التي تتحدى بها كل البشر .
روحان مجتمعتان في جسد واحد.. وتندمجا لتصبحا روحاً واحدة ،
يفرح لفرحك ، ويسري عنك همك ، إذا أبحرت سفينة أحلامك كان ذلك الشراع الذييساعدها على التوازن والثبات، والموج الذي يسير بك دوماً إلى الأفضل ، حتى تصل إلى شاطئ الأمان ، وحين تشعر بالألم ينير في قلبك شموع الأمل .وإذا تعبت كان ذلك الحضن الدافئ الذي تركض إليه وتبكي بين يديه .
وقالوا " ربما أخٍ لك لم تلده أمك"
"والصديق وقت الضيق"
أجل فالصديق الحقيقي هو الذي يعلمك كيف تضحك وأنت تبكي وكيف تبتسم وأنت تتألم .
هو الذي يعلمك الإبحار في عيون العطش ،
وليس ذلك الصديق .والذي لا أعرف حقاً إن كان يستحق لقب (صديق) الذي يقودك دوماً للأسوء .
والذي شبهه النبي (صلى الله عليه وسلم ) بنافخ الكير ،
فهو الذي يبدد آمالك وهو الذي يوهمك بأنه الوحيد الذي يحبك ويخاف عليك في هذا العالم .. فيقودك إلى الهاوية والأمثلة كثيرة في حياتنا ,فكم من إنسان عاقل صادقِِ فاسداً فانطفأت شموع الحكمة في قلبه .وخسر سمعته بين الناس .....لأن الصديق مرآة صاحبه ..
وفي النهاية أقول أن الصداقة مهمة جداً لكن قبل أن تصاحب أحداً اعرف من تصاحب ....
فالحياة أكبر مدرسة وجدت لكي نتعلم منها :ولا أدل على ذلك قول لقمان لابنه،،
(اتخذ ألف صديق والألف قليل , ولا تتخذ عدواً واحداً والواحد كثير )
وأخيراً اليكم بعض النصائح كيف تختار صديقك
1 - أن يكون على دين وخلق وكما قال حبيبنا (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)
2 - عن طريق معاشرته القصيره بدون الإنغماس معه
3 - حتى تصرفاته أنظر إليها
4 - هل يتكلم بأسلوب ولبق في الكلام
5 - هل يقدر مشاعر الاخرين
6 - هل هو مؤدب ام لا
ولأبي داود من حديث أنس عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال {مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه , ومثل الجليس السوء كمثل الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه }
ولكم أحبابي حرية الأختيار لكن تذكروا نحن لنا عقول ميزها الله بنعمته سبحانه وتعالى فنعرف كيف نفرق بين الصواب والخطا .
ودمتم اوفياء مخلصين لأصدقائكم