م ن ابونبوت كبار الشخصيات
علمي : عدد المساهمات : 294 تاريخ التسجيل : 09/03/2011
| موضوع: الحرية والثلج الابيض في المزة 21st فبراير 2012, 16:52 | |
| في أكبر أحياء دمشق "المزة" وفي أكبر جوامع المزة "الجامع الكبير" صرخ الشباب "ع الجنة رايحين شهداء بالملايين" فأجلت الشمس موعد بزوغها حتى الحادية عشرة موعد تشييع شهداء الأمس، وأضاءت دمشق المنهمرة بغزارة على رؤوس رجال المزة الرافعين أصواتهم كما رؤوسهم هاتفين "هي المزة.. هي المزة".
لم أستطع بحال من الأحوال أن أتمالك نفسي، كنت بحاجة لأعصاب مئة رجل لأستطيع لجم دموعي بين كل أولئك الرجال والنساء الهاتفين بأن المزة أعلنت دخولها في الثورة رسمياً بعد أن أعلنت ذلك سابقاً بصوت خجول ظل بعيداً عن الأضواء.
لم تستطع منطقة الشيخ سعد "السوق الذي لا ينام" أن يستوعب كل أولئك الجموع، اندسست بين النساء وإن لم تكن الصبايا والنساء مجتمعين في زاوية واحدة، وإنما كن منتشرات في كل مكان، عددهن أذهلني وصوتهن الذي نافس أصوات الشباب ارتفع بهتاف "أبو الشهيد.. ارفاع راسك".
الرصاص نافس الثلج
من المعروف أن منطقة المزة من أكثر مناطق دمشق اكتظاظاً برجال الأمن والشبيحة، ومن أكبر أحياء دمشق اتساعاً، وقبل موعد التشييع تزاحمت باصات الأمن في المنطقة، ولعل جغرافيا المكان واتساعه وتفرعاته الكثيرة أرغمت الأمن والجيش للانتشار بأعداد كبيرة، كما تم قطع الأتوستراد وتفتيش كل من يدخل إلى دمشق من المدخل الجنوبي "المؤدي إلى المزة".
لم ينتظر الرصاص كثيراً بعد انطلاق تشييع ثلاثة شهداء رفعوا فوق الأيادي، ليرفرف علم الاستقلال الذي بات رمزاً للثورة السورية جنباً إلى جنب مع الشهداء الثلاثة، انطلق الرصاص غزيراً يتبارى مع الثلج المنهمر بكثافة في دمشق اليوم، ولكأن اللون الأبيض قرر أن يسلب الأحمر طغيانه اليوم.
شباب سقطوا على الأرض من إصابات مباشرة بالرصاص ومن تعثر بآخرين، ونساء وصبايا ركضن في الحواري بحثاً عن ملجأ يقيهم خطر الموت أو الاعتقال، ولكن الحناجر النحاسية لم تتوقف عن الهدير "هي ويلا وما من ركع إلا لله".
آلاف من سكان دمشق والمزة لم يشعروا بالبرد القارس اليوم، كلماتهم الثائرة والدم الذي أخرج الرعب منه إلى الأبد بدا وكأنه يغلي في عروق أماتت الاستكانة التي اعتادتها لأكثر من 40 عاماً.
الشعب السوري واحد
عند إطلاق الأمن والجيش للقنابل المسيلة للدموع لتفريق المجتمعين بعد أن فشل الرصاص في تفريقهم، بدأ الركض السريع ومحاولات الهرب، فدخلت كما الكثيرات والكثيرين إلى البنايات بشكل عشوائي، لتفتح أمامنا جميع الأبواب ولتستقبلنا وجوه أصحاب البيت بعيون ملأى بالدموع "فوتوا بسرعة"، وليغلق الباب بسرعة خلفنا "الله يحميكن ويرد عنكن" هكذا قالت لي السيدة التي أدخلتني منزلها وأسرعت بجلب "طاسة الرعبة" لتشربني القليل من الماء عله يخفف من لهائي ورعبي، خجلت أن أقول لها إني غير خائفة فشربت الماء وأخفضت عيوني خوفاً من أن تلمح دموعي أيضاً فندخل في بكاء طويل معاً.
رمت الكثيرات من النوافذ البصل للشباب للتخفيف من تأثير القنابل المسيلة للدموع، وأخرج بعض الشباب علب الكولا فوراً ووزعوها على من حولهم، ولا يزال الرصاص يغطي السماء والأرض ولكنه لا يطغى على صوت الهتافات.
العواصف من قلب دمشق
وهبت العواصف من المزة، وها هي خارطة الثورة تتغير كل يوم، توزع الألوان على مدنها، داخلة عقر دار النظام من المنطقة التي كان يظن أنه يمتلكها، فلم يعد ممكناً أن يحتل المؤيدون أتوستراد المزة، فقد انتفض الشارع الذي بكى كثيراً تحت وقع خطوات مسيراتهم، ولطالما طاردت الأحلام سكان حي المزة بأن تختفي سيارتا الهمر من أتوستراد المزة لأنهما بحسب رأيهم "وقوفهما عار وزينتهما عار والمسيرات التي تتصدرهما تلك السيارتان عار".
وقبل أن أغادر المنزل الذي اختبأت به سمعت المرأة تقص على جارتها حكاية العصفورين اللذين حطا عند جامع المزة الكبير عند الساعة العاشرة صباح اليوم، فرفعا صوتهما بالتغريد، وتبادلا النظرات الفرحة الوجلة وسأل أحدهما الآخر: أخيراً سنجد سماء نظيفة اليوم لنطير فيها، أخيراً بدأت دمشق تكبر "الله أكبر"، لطالما سجنتني هتافات مؤيديها داخل جدران وضعوها فسدّت الهواء عنا.
منقول ..
| |
|
ساهر الليل عضو ذهبي
علمي : عدد المساهمات : 661 تاريخ التسجيل : 25/09/2011
| موضوع: رد: الحرية والثلج الابيض في المزة 21st فبراير 2012, 23:34 | |
|
اللهم فرج عنا وعن المسلمين فرجا قريبا عاجلا غير أجلا
| |
|
ابو الوفا عضو ذهبي
علمي : عدد المساهمات : 1851 تاريخ التسجيل : 02/12/2010 العمر : 36
| موضوع: رد: الحرية والثلج الابيض في المزة 22nd فبراير 2012, 09:14 | |
|
اللهم بسطوة جبروت قهرك , وبسرعة اغاثة نصرك , وبغيرتك لانتهاك حرماتك , وبحمايتك لمن احتمى بآياتك نسالك يا الله يا الله يا الله يا سميع يا قريب يا مجيب يا سريع يا منتقم يا جبار يا قهار يا شديد البطش يا عظيم القهر يا من لا يعجزه قهر الجبابرة ولا يعظم عليه هلاك المتمردين من الملوك والاكاسرة ان تجعل كيدهم في نحرهم ومكرهم عائدا اليهم اللهم افل حدهم اللهم قلل نجدهم اللهم اجعل الدائرة عليهم اللهم ارسل العذاب الأليم اليهم اللهم اخرجهم عن دائرة الحلم واسلبهم مدد الامهال وغل ايديهم الى اعناقهم واربق على قلوبهم ولا تبلغهم الآمال اللهم مزقهم كل ممزق مزقته اعدائك اللهم امين اللهم امين
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الحرية والثلج الابيض في المزة 22nd فبراير 2012, 17:42 | |
| الأخ العزيز أبو عبادة حياك الله وحفظك لقد رددتني بالذاكرة الى الخلف سنين طوال الى أيام الجامعة والى أيام السكن بالمزة جبل وأعتقد أنك تذكر تلك الأيام عندما كنت تقوم ببعض الزيارات قادماً من حمص لقد رددتني الى المزة وليالِ القدر فيها رددتني الى شوارع الشيخ سعد والى أتوسترادها الرائع الواسع رددتني الى أفران المزة وحدائقها رددتني الى جمال وعلو أبنيتها , الى نقاء أجوائها ورطوبتها فلله درك تحقق الحلم بعد طول انتظار !!!! ***** |
|
ENG HOSAM عضو ذهبي
علمي : عدد المساهمات : 834 تاريخ التسجيل : 23/01/2011 العمر : 49
| موضوع: رد: الحرية والثلج الابيض في المزة 23rd فبراير 2012, 04:45 | |
| ابن الخال العزيز ابو عبادة قصة جميلة عشنا احداثها و تفاصيلها و تخيلاتها و كأننا في سوق الشيخ سعد او المزة \86\ او الاوستراد بجانب ملعب الجلاء او في المدينة الجامعية او في اخر الجبل و ما حولها . شكراً لك على النقل الموفق و اظن ان الحرية و الثلج الابيض لن يغادرا المزة و لا الزبداني و لا رنكوس و لا ...................................... تقبل المرور باحترام
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الحرية والثلج الابيض في المزة 23rd فبراير 2012, 08:02 | |
| رحم الله شهدائنا وشافا جرحانا وفك اسر المعتقلين
هذه الرواية مفبركة وحسب مراسلنا في حلب لا يوجد اي شيء في المزة |
|