درعــــا - البلد (مقبرة العباسيـــة)

لا أحد يعرف تاريخ هذه المقبرة، لكن من المؤكد انها تعود إلى اكثر من آلف عام على أقل تقدير ،
وربما إلى أبعد من ذلك، ففي درعا لم يعثر على مقابر داخل المدينة القديمة،
وهذا يعني ان سكان المدينة التي كانت محاطة بسور من الحجارة البركانية، كانوا حكما
يدفنون موتاهم في منطقة تقع شرقي المدينة وهي التي عرفت باسم العباسية.

إن سكان درعا قبل مايتراوح بين 300 إلى 400 عام كانوا من الحضر ،
وكانت القبائل العربية لا تزال تسكن الخيام ، وتقيم مضاربها في السهول حول المدينة،
وحتى وقت قريب كان ملاك الأغنام داخل المدينة يوكلون القبائل الرحل على اغنامهم،
فإذا سألت رجلا منهم إلى أين هو ذاهب ، سيجيبك ذاهب إلى عربنا،
فالقبائل من الرحل كانوا يسمون عربا ، وهو الأمر الذي اختلط على المثقفين حول موقف المؤرخ
والفيلسوف العربي ابن خلدون من العرب ، فوصفهم بالهمج غير المتحضرين ،
وانهم يهدمون الدور ليجعلوا من حجارتها اثاف للقدور أو هكذا قال، فالذين قصدهم ابن خلدون
ليسوا هم العرب بناة الحضارة، وإنما قصد البدو من القبائل الرحل

من بين القبور التي اندثرت تحت المباني ستجدون أسماء رجال ونساء من قبيلة طي ومن آل مرة
ومن شمر وبني خالد وغيرها من القبائل ،لهذا السبب أحدثكم عن رجل ربما كان مدفونا بالعباسية وهو الأمير عباس بن عساف هو الامير عباس بن الامير احمد بن سليمان بن عساف بن حسين بن نعير بن حيار من ال ربيعه الطائيون تولى امرة العرب بعد مقتل الامير ملحم الظاهر بن عساف سنة "1093هـ-1682م"عرف بكرمه وشجاعته وقد عرف اعقاب ال مرة بن ربيعه الطائيون
في القرن السادس عشر الميلادي بسم "الفحيليه "واشتهر منهم الامير ناصر الدين الفحيلي امير ال مرة في منطقة حوران والذي كان يدعم الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية من المفارجة على مشيخة حوران ضد الشيخ عمر بن جبر شيخ الصقر من المفارجة.
وفي سنة "1022هـ-1613م" كان الفحيلية نزلوا في اطراف اللجاة فأغار عليهم الامير علي بن الامير فخر الدين المعني واخذهم عن اخرهم ،ولم يسلم لهم عقال ـ كما يقول المؤرخون الشعبيون ـ على اعتبار انهم من احلاف الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية،
ولقد ذكرهم المستشرق بدكهارت في سنة "1224هـ-1809م"
وقال"يعد الفحيلية نحو 200 خيال وفي كل عام يلبس والي دمشق شيخهم فروة ويوظفه على
جباية عشائر حوران واللجاة لقاء تقديم "15-20" كيس"ـ لم يذكر المؤرخون ماذا تحتوي هذه الأكياس لكن من المحتمل انها من الحبوب ـ والفحيلية يأخذون خاوة سنوية من كل قرى حوران، ولقد كانوا من الحلف الرباعي المدعو اهل الشمال والمكون من السردية والسرحان والعيسى والفحيلية وذلك لمجابهة عشائر عنزه،
ورد طغيانها عن مراعي حوران وحدثني - الكلام لاحمد وصفي زكريا - من سمع من الطاعنين بالسن ان هؤلاء الفحيلية ومثلهم السردية انه بلغ من جبروتهم في تلك العهود على قرى حوران انهم كانوا اذا اقبلوا على قرى وقدمت لهم الذبائح لا يأكلون الا وهم راكبون على ظهور خيلهم والموائد محموله على الرؤوس فإن صح ذلك كان في منتهى الغرابه.
وعلى اثر انتصار عشائر عنزه على حلف اهل الشمال في حدود سنة "1164هـ-1750م"
( هي الحملة التي قادها الأمراء السعوديون واحتلوا فيها سوريا ) تفرق حلفاء السردية فذهب الفحيلية الى غور بيسان ووادي الاردن
ومنهم ايضاً بقية ضئيلة في جنوبي قضاء الزوية في سوريا بين سمخ وفيق ،
وتقول عشيره الدنادشة المتوطنة في قضاء تلكلخ انها من هؤلاء الفحيلية ولا تزال الصله والمعرفه متصلة بين
العشيرتين.
ومن المؤكد ان الغارات التي شنها السعوديون على حوران ووسط سوريا وشمالها الشرقي حدت من نفوذ هذه القبائل وفرقتها بين مدن بلاد الشام،
وقد انهى السعوديون نفوذ الطائيين وأل مرة في حوران، وتفرقوا في مناطق مختلفة بين فلسطين وسوريا ومن بعدهم بدأت القبائل الحالية التي تقطن درعا تحل محلهم في الدور نفسها التي وصفها المؤرخون بأنها تعود إلى 5000 عام مضت

اتمنى ان تنال هذه التقدمة اعجابكم
ارق التحايا واطيب الأمنيات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
الحمد لله على سلامتكم....
عسى ربي يديم الأمن والامان... عل بلدنا حوران وسائر المدن السورية...

جميل ما طرحت ومعلومة ثمينة ....

تليق بأهل حوران.....

كنت قد سمعت بعضا منها في بعض الجلسات.....
وقد اتحفتنا بسرد المعلومة كاملة.....

والأمر الثاني أنا سعيد بوجودكم على الصفحة العنيدة الصامدة...
وكم سعدت وكم كنت قلق ... من ما ينتظرني عندما فتحت لي الصفحة بعد غياب طويل
والحمد لله .... وجدتكم...وما شغلنا عنكم إلا الشديد القوي ...

لنا لقاء إن شاء الله..

ما شاء الله عليك ياأبوثائر على هالمعلومات الله يزيدك من علمو

مشكور عمو
والله يجزيك الخير