يقول الدباغ في كتابه تاريخ بلادنا فلسطين الجزء الرابع
بعد ان ارسل احمد باشا الجزار حسين باشا لحصار يافا عزل ابو المرق الذي كان واليا على يافا وغزه وعين بدلا منه محمد باشا ابو نبوت الذي كان مديرا لجمرك عكا وبعد حصار طويل بمساعدة شيوخ جبل نابلس من ال جرار والبرقاوي وغيرهم دخل يافا وعين واليا على يافا وغزه في العام 1804 وكان مقر اقامته يافا .
صهر ابو نبوت
هو كنج احمد اغا والي الشام والذي تزوج محمد ابونبوت ابنته وكان سببا في تعرف سليمان باشا على ابو نبوت الذي اعجب بشخصية وذكاء ابونبوت وقربه منه ومن ثم سلمه امينا للجمرك وواليا ليافا وغزه بعد ذلك ومن ثم توسط ابونبوت لصهره لدى الوالي ليكون واليا للقدس وتحقق له مااراد
زيارة الصدر الاعظم يافا
وفي العام 1815 قدم الصدر الاعظم من مكة المكرمه لزيارة القدس فاستقبله سليمان باشا والي فلسطين وطلب من محمد ابو نبوت مرافقته الى القدس وسر ابو نبوت بهذه الزيارة واطلق عبارته الشهيره (حبيبي مليح وجاته نسمة ريح)
فاستقبله في مقر ولايته في يافا الذي كان يسمى ( ام خالد) وقام بعمل استقبال رسمي حيث حيته المدفعيه بطلقاتها واستظاف ابو نبوت الصدر الاعظم لمدة يومين بالحفاوة والتكريم مما رفع رصيدة لدى السلطه العثمانيه ثم انتقل معه الى القدس وبعد زيارة القدس عاد الى يافا مع ظيفة الكبير وقدم للصدر الاعظم الهدايا الثمينه مما منح ابو نبوت رتبه عاليه قبوجي باشا ولكنه كان يطمح برتبه اعلى منها وهي وزير ولكنها اسندت لعبدالله باشا نجل علي سليمان باشا في الوقت الذي كان الجميع يتوقع ان يكون محمد ابو نبوت هو الذي سيستلم مكان علي باشا لعلاقته القويه بالاستانه وللهدايا الكثيره التي كان يهديها للاستانه
وكان هذا سببا في حزن ابونبوت الذي بدا يفكر جديا في الانقلاب على سليمان باشا
اهم اعمال ابو نبوت
لقد تطورت يافا في عهد ابونبوت تطورا عظيما فقد قام بالاعمال التاليه:
1.عمر ورمم ابراجها وسورها وزودها بمدافع لحمايتها من جهة البر والبحروقد بلغ عدد المدافع 15 منها 12 ارسلت من طرابلس و3 من عكا
2. حفر خندقا عميقا يحيط بالبلدة لحمايتها
3. بنى ثلاث قلاع لحماية مدينة يافا منها اثنتان من جهة البحر وواحدة من جهة البر والتي حولت فيما بعد ثكنه عسكريه واستخدمها الانجليز ايام الانتداب مقرا للشرطه
4. اقامة سد بالقرب من البحر ليمنع دخول المياة للحوانيت القريبه من البحروبناها من الحجاره الكبيره التي كانت موجودة في قلعة قيساريه شمال فلسطسن على بعد 63 كم من يافا ومن المدهش انه كان يقوم بنفسه في الاشراف على هدم قلعة قيساريه ونقل حجارتها حتى انه واثناء هدم احد العقود سقط عليه حجران كبيران ولكن عناية الله احدثا الحجران قنطره كانت سببا في نجاته وكان يعمل مع العمال بيدة وفي العام 1809 انتهى من بناء السور والسد
5. في العام 1810 اقام ابونبوت مسجد يافا الكبير الذي كان مسما باسمه ثم الحق به دارا للعلم ومكتبه وكان تعقد فيه العديد من حلقات العلم
6.في الجهة الجنوبيه من المسجد اقام سبيلا هدمة العثمانيون
7. اقامة سبيل ابو نبوت على بعد 2كم من يافا على طريق يافا القدس والموجود حتى وقتنا الحاضر
8. اقامة اكثر من الف بيت في عهد محمد ابو نبوت في يافا ولكن في العام 1811 ظهر الطاعون في عكا ثم انتقل الى يافا وقتل العديد من اهالي يافا
9. ترميم السراي الكبير بيافا والموجود لغاية اليوم وقد استخدمة الصهاينه متحفا للاثار
حروب ابو نبوت
يقول عادل مناع في كتابه اعيان فلسطين في القرن الثامن عشر
لقد خاض ابو نبوت حروب عديدة اهمها :
1.صد العربان القادمين من الصحراء للمناطق الماهوله واعادتهم للصحراء
2.حربه الشيخ سلمان الوحيدي من بئر السبع في العام 1809 وقد اتفق مع عثمان ابوغوش ونصب كمين لسليمان الوحيدي قرب يافا وقتله ورمى جثته في البحر ولكن هذا النجاح في صد البدو كان مؤقتا ففي نفس العام وصل عرب الهنادي من مصر وكانوا مقيمين في صحراء سيناء وتوغلوا في غزه
فجهز ابو نبوت جيشا وهاجمهم في غزه ولكنه هزم في المعركه ونجا منهم باعجوبه فطلب مساعدة سليمان باشا والي فلسطين ولكن سليمان باشا لم يساعدة فاحتل عرب الهنادي غزه وعاثوا فيها فسادا وفي العام 1813 استولى العربان على قافله مصريه مما اثار سليمان باشا وارسل جيشا لمحاربتهم تحت قيادة محمد ابو نبوت ولكن الجيش هزم ايضا للمره الثانيه
وكان هذا هو السبب في رجوع ابو نبوت الى يافا وتحصينها بحفر الخندق وبناء السور وبناء القلاع التي ذكرناها سابقا
ابونبوت يتسلم دمشق
في العام 1815 سلم سليمان باشا محمد ابو نبوت ولاية دمشق بشكل مؤقت وذلك بعد ان اضيفت ولاية دمشق وطرابلس لوالي صيدا لحين قدوم والي دمشق من الاستانه
قهر اولاد النصارى
بقول ابراهيم العوري في كتاب تاريخ سليمان باشا
كان ابونبوت يكره النصارى وفي العام 1225 هجريه مسك عشرين من اولاد النصارى غصبا عن ابائهم بالقهر والجبر وشغلهم عنده ثم القى القبض على عشره اخرين مما حدا باهلهم بالشكوى عليه الى سليمان باشا ولكن سليمان باشا غض الطرف عنه وبالرغم من ذلك ساءت سمعة محمد ابو نبوت في يافا والمناطق المجاوره نتيجة هذا العمل